قد يتساءل البعض عن الجدوى من اقامة حلقات للنقاش تشارك فيها نماذج من المجتمع المدني في الحوار حول قضايا حساسة يواجه التغيير في منحاها عقدا متشعبة. وقد يذهب بعض آخر الى ابعد في التشكيك ليتخوف مما يصفه بالنخبوية في هذا النوع من التحرك. ولعل لهذين الموقفين تبريرا يختصر بتلك الرغبة الدفينة في الوصول باسرع وقت الى حلول ناجزة ونتائج ملموسة لاي تحرك، ولا سيما عندما يسعى الى تعزيز مفهوم دولة الحق والمواطنة والى تشجيع الحوار بعيدا من العنف والتمييز.
لقد اقام مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية بين كانون الثاني 2008 ونيسان 2009 ثماني طاولات مستديرة او حلقات حوارية ، نظمتها مؤسسة ايمرجانس الاوروبية للمساعدة التقنية واندرجت في سياق برنامج افكار2**. جرت خلالها مناقشة قضايا جوهرية ترتبط ارتباطا وثيقا بروحية البرنامج نفسه من جهة وباهتمامات المجتمع المدني اللبناني ومنظماته من جهة اخرى. وقد استطاعت هذه الحلقات ان تستقطب اكثر من 300 مشارك رغم الاوضاع الامنية والسياسية الصعبة التي احاطت بها. وتمت تغطية هذه الحلقات تباعا عبر وسائل الاعلام ومن خلال الموقع الالكتروني لبرنامج افكار