أفكار 3 : الممارسات الفضلى والدروس المستفادة
في اطار العمل على تعميم ممارسات الحكم الرشيد في العمل الاداري للمنظمات غير الحكومية ، اصدر برنامج افكار، بالتعاون مع خبراء متخصصين، مجموعة من المطبوعات التطبيقية الهادفة. واستند في ذلك الى اكثر من عامين من الجهد التدريبي المباشر لمنظمات المجتمع المدني ولممثلين عن وزارات وبلديات. فوثّق خلاصة التجربة التي خاضها في المرحلة الاخيرة ، وشارك الممارسات الفضلى والدروس المستفادة، مفنّدا في الوقت عينه الخطوات التي تم اتخاذها في معالجة الثغرات الناشئة ضمن المشاريع.
الكتيّب الصادر بالانكليزية تحت عنوان AFKAR 3 Sharing Best practices and Learnings اوضح الدور الذي لعبه برنامج افكار في تقديم الدعم التقني لمنظمات المجتمع المدني خلال تنفيذ برامجها، وفي تعزيز قدراتها، الى جانب موظفين حكوميين شاركوا في التدريب. وغطّى المنشور ثلاثة مواضيع. الاوّل تمثّل في شرح مفصل لواقع منظمات المجتمع المدني في لبنان وتوجهاتها، ان نحو تقديم الخدمة، وان نحو المناصرة، وان نحو المشاركة في صياغة السياسات العامة. وتطرّق القسم الثاني الى التحديات التي تواجهها هذه المنظمات على المستوى الداخلي التنظيمي ولناحية التعاون مع الجهات المعنية ولا سيما في الوصول الى صنّاع السياسات العامة. كما توسّع الكتيب، في جزء ثالث، في الرسملة والدروس المستفادة من برنامج افكار 3. وركّز هذا القسم على اهمية المتابعة والتقييم لجهة المهمّة والاستنتاجات والدروس المستقاة لدى متابعة المشاريع. ونبّه الى ضرورة توثيق التجارب والمسارات المعتمدة والاضاءة على التجارب الناجحة، كجزء اساسي من معالجة مسألة الاعلام والتوعية الواقعة على عاتق المنظمات. كما شدّد على اهمية قياس الاثر المتوقع والمحقّق من بداية المشروع الى ما بعده.
المنشور حذّرمن لجوء معدّي المشاريع في المنظمات، خلال مرحلة التصميم، الى خبرات خارجة عنها من دون العودة الى واقع الارض والى دور الجهات المعنية. واوضح ان هذا الامر يؤدي الى صعوبات على مستوى الجدوى والتأثير. ولفت الى قلة الاهتمام الذي تبديه المنظمات عموما حيال مسألة المتابعة والتقييم. ودعا الى المطابقة والتكامل بين مختلف الوثائق الخاصة بالمشروع والى اخذ الاطار المنطقي في الاعتبار في كل المراحل. كما دعا الى التوازن في توزيع مهام اعضاء الفريق المنفذ.
اما في شأن علاقات التعاون وبناء الشراكات والتحالفات، فحضّ على توثيق العلاقات بين المنظمات نفسها ومع السلطات المحلية بشكل خاص من اجل تجنّب الثغرات والمشكلات الطارئة، وذلك بهدف تأمين ديمومة المشاريع ، مشجّعا على اعتماد مذكرات التفاهم .
اما في ما يتعلق بتعزيز القدرات فتم التركيز على اهمية المقاربة التشاركية في الاعداد خلال التدريب مع مختلف الجهات المعنية من منظمات مدنية وحكومية وبلدية.
ومن ضمن مجموعة من التوصيات والملاحظات النابعة من الزيارات الميدانية والمراقبة، دعا الكتيّب، الذي اعدّه خبراء شركة ترانستاك، لجان التقييم الى توسيع عملية التقييم نحو زيارات ميدانية قبل التوقيع على اي دعم للمشاريع، سعيا الى استنباط نقاط الضعف والتعرف الى العناصر الدقيقة التي تحتاج الى المتابعة . ولفت الى ضرورة تقييم القدرات التقنية من خلال الاضاءة على مسائل الحوكمة والادارة ، ماليا وتنظيميا، وعلى الموارد البشرية بالاضافة الى الاضاءة على الشراكات وسبل التنسيق. وشدّد على الدور المحوري للمجموعات المحلية واصحاب الحقوق .