الجمهورية اللبنانية
27 نيسان 2024
إختتام المؤتمر الوطني حول السياحة الدامجة
27 كانون الثاني 2017

اختتم "اتّحاد المقعدين اللبنانيّين" بالشراكة مع "الشبكة الأوروبيّة للسياحة الدامجة" ENAT، اليوم الجمعة 27 كانون الثاني (2017)، مؤتمره الوطني حول السياحة الدامجة، بعنوان "نحو سياحة دامجة". وكانت فعاليات المؤتمر قد بدأت يوم الخميس 26 كانون الثاني، في فندق "كراون بلازا"، الحمرا، وذلك في إطار مشروع "السياحة للجميع في لبنان"، ضمن برنامج "أفكار 3" المموّل من الاتّحاد الأوروبّيّ، وبإدارة مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإداريّة.
ركّز المؤتمر في يومه الثاني على إنشاء إطار وطني داعم للسياحة الدامجة وآلية متابعة له، حيث شدّد المشاركون على ضرورة تفعيل هذا الإطار ووضع استراتيجيّة وطنيّة تخدم هذا المسار.
في أولى جلسات اليوم الثاني، بعنوان "تجارب عالميّة ناجحة في مجال السياحة الدامجة وتجارب محليّة مستدامة"، وعد مدير الجلسة، رئيس بلدية بيروت الأستاذ جمال عيتاني، بجعل بيروت مدينة صديقة للبيئة من خلال محاولة الحدّ من زحمة السير، فضلاً عن تحسين طرق العيش في المدينة من خلال الأخذ في الاعتبار الاحتياجات المتنوعة. وأكّد، في هذا الإطار، أنّ بلدية بيروت بدأت بالفعل تنفيذ مشاريع جديدة وطرق جديدة ليستطيع الأشخاص المعوقون التنقّل باستقلاليّة.
خلال هذه الجلسة، عرض آيفور أمبروس، من "الشبكة الأوروبيّة للسياحة الدامجة" لبعض التجارب العالميّة الناجحة في مجال السياحة الدامجة مثل تجربَتي برشلونة الإسبانية ولندن. وأشار إلى أنّ الشبكة تسعى لتعزيز الحقّ في الوصول حول العالم. كما لفت إلى تخصيص منظّمة السياحة العالميّة يوم السياحة العالمي 2016، تحت شعار "السياحة للجميع – تعزيز الحق في الوصول".
من جهته، قدّم ممثّل محمية أرز الشوف، كمال أبو عاصي، عرضاً حول المحميّة، حيث جُهزت بمدخلين يمكن استخدامهما من قبل الأشخاص المعوّقين، إلى جانب تجهيز بعض بيوت الضيافة، واعداً بتجهيز كافة البيوت.
اختتم المؤتمر بجلسة بعنوان "نحو إطار وطني للسياحة الدامجة"، شارك فيها كلّ من مدير عام مؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية (ليبنور) السيدة لانا درغام؛ مدير عام النقل الأستاذ عبد الحفيظ القيسي؛ مدير عام وزارة السياحة السيدة ندى سردوك؛ رئيس "ملتقى التأثير المدني" الأستاذ فهد صقال؛ نقابة أصحاب وكالات السفر والسياحة ممثلة بالأستاذ نبيل مرواني؛ أمين سر نقابة أدلاء السياحة في لبنان جيني نوفل.
أدارت هذه الجلسة رئيسة "اتّحاد المقعدين اللبنانيّين"، سيلفانا اللقيس، معلنةً عن إطلاق مسار تأسيسي للسياحة الدامجة في لبنان، عبر إنشاء إطار وطنيّ يساعد على التواصل والتكامل بين القطاعات كافة للوصول إلى سياحة دامجة.
وحول الاستراتيجيّات الواجب وضعها لإنشاء هذا الإطار، رأت مدير عام مؤسّسة المقاييس والمواصفات اللبنانية (ليبنور)، السيدة لانا درغام، أنّ هناك ضرورةً لوضع استراتيجيّة وطنيّة ومؤشّرات أداء، إلى جانب وضع قوانين تراعي الاحتياجات الخاصة. وأشارت إلى أنّ المجتمعات اليوم لم تعد تقاس بتطوّرها الاقتصادي فحسب، لكن بمدى التزام المجتمع بحقوق الإنسان والتنمية المستدامة، وإعطاء كل ذي حق حقّه.
وأكّد مدير عام النقل، الأستاذ عبد الحفيظ القيسي، على ضرورة وجود نقل عام دامج يراعي احتياجات جميع الأشخاص لممارسة حقّهم الطبيعي في التنقّل والسياحة الداخليّة، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى وجود العديد من المشاكل والعيوب في هذا القطاع بسبب تعذّر تطوير شبكة نقل عام على مستوى المحافظات.
وفي مداخلتها، أشارت مدير عام وزارة السياحة، السيدة ندى سردوك، إلى ترتيب لبنان في مؤشر الفساد عالمياً، في المرتبة 136. كذلك رأت أنّ من أهمّ مؤشّرات الفساد، عدم المساواة بين الجميع في لبنان. وركّزت على إعلان منظّمة السياحة العالميّة هذا العام للسياحة المستدامة للنمو، باعتبار السياحة حقّ من حقوق الإنسان، ولم تعد ترفاً، مؤكّدة أنّ لدى القطاع الخاص مصلحة بأن يعتمد المواصفات العالميّة.
وكان لرئيس "ملتقى التأثير المدني"، الأستاذ فهد صقّال، مداخلة شدّد فيها على ضرورة تحويل المجتمع اللبناني إلى مجتمع منتج، يتمكّن جميع أفراده من الحصول على وظائف وفرص، للوصول إلى رفع الحدّ الأدنى لمتوسط الدخل السنوي.
وأشار ممثّل نقابة أصحاب وكالات السفر والسياحة الأستاذ نبيل مرواني، إلى ضرورة إعادة النظر في السياسات العامة واستدراك التفاوت التشريعي، لتأمين حقّ الأشخاص المعوّقين في العمل عبر خلق بيئة مكانيّة تلائم احتياجاتهم، وإلزام القطاع العام تطبيق الكوتا وتجهيز الأماكن العامة.
بدورها، أضاءت أمين سر نقابة أدلاء السياحة في لبنان جيني نوفل، ممثلة النقيب هيثم فواز، على التحدّيات التي يواجهها أدلّاء السياحة بسبب عدم وجود برامج تدريب تسمح لهم بالتعامل مع الاحتياجات المتنوعة. وأشارت إلى ضرورة التعاون بين الجميع في هذا الإطار لنسمح لعدد أكبر من السواح بالوصول إلى الأماكن السياحية. وأكّدت على متابعة العمل مع فعاليّات المؤتمر لتدريب الأدلاء لرصد الخدمات المتوفّرة والوصول إلى عدد أكبر من الزوّار.
ونُظّم على هامش المؤتمر تدريبٌ قام به خبراء أوروبيّون تابعين لـ "الشبكة الأوروبيّة للسياحة الدامجة"، بعنوان "الخدمات السياحيّة الدامجة"، بهدف تسليط الضوء على مفهوم السياحة الدامجة ومتطلّباتها والمنافع المرتبطة بها، وكيفيّة اعتماد معايير دامجة تسمح بتوفير خدمات سياحيّة لجميع الأشخاص ضمن مؤسّسات القطاع السياحي في لبنان.
ويهدف مشروع "السياحة للجميع في لبنان" الذي يُنفّذ على مدى سنتين إلى معالجة موضوع الخدمات السياحيّة كي تصبح متاحة للجميع. كما يسلّط الضوء على أهميّة السياحة الدامجة في تعزيز التنمية الاجتماعيّة-الاقتصاديّة في لبنان. وهو يستهدف، خصوصاً، المعنيّين في القطاعَين الخاص والعام، ومنظّمات المجتمع المدنيّ، ومنظّمات الأشخاص المعوّقين، لتعزيز الشراكة معهم وإطلاق مسار تأسيسي بمشاركة هذه القطاعات.

هذا الموقع مستضاف من قبل مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية (OMSAR)
جميع الحقوق محفوظة - أفكار 2017